الصقور تمتلك مواهب صيد مذهلة وقوة هائلة في الطيران، وهي تستخدم غالبًا مهاراتها الفريدة للصيد، الصقور قادرة على الاستيلاء على فريستها بسرعة ودقة، وعادة ما تتمتع بقوة كافية للتحكم في الفريسة، سواء كانت غرابًا أو أي نوع آخر من الطيور، إنها مشاهد طبيعية مثيرة.
كانت لحظة الصيد الكبرى قد حلت، وهو جائعٌ بعد أيامٍ من الصيام، يطلّ بعينيه الحادتين على الأرض الممتدة أمامه، يبحث عن فريسته التي ستمدّه بالحياة، كان يحلّق في السماء الزرقاء بين السحب البيضاء كسيفٍ مبتهج، وقد حانت له الفرصة للصيد.
وفي غفلة من الأنظار، ظهر غرابٌ سريعٌ وماهر، يرقص في الهواء كالبهلوان، يحاول أن يفلت من بصيرة الصقر الحادة.
لكن القدر لم يكن لصالحه، فبين لحظة الهبوط الصاعقة والإرادة الحديدية للصقر، وجد نفسه محاصراً بين مخالب العملاق.
حاول الغراب بكل قوته أن يفلت، يرفض الاستسلام لقوة الصقر، لكن بلا جدوى، تمكّن الصقر من السيطرة على فريسته ببراعة، متحكماً بكل تفصيلة من تلك المعركة في السماء، كانت رحلة الغراب قد انتهت، حيث ارتفع به الصقر مبتهجاً، وسط الرياح.
في ذلك المشهد الطبيعي البديع، تجلى بأمانة سيادة الطبيعة وقوتها، واحتفظ الصقر بمكانته كملكٍ للسماء، معلناً عن قوته ومهارته في الصيد، وعن روعة الطبيعة.
